کد مطلب:240898
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:193
الامام واحد دهره
فی روایة الكلینی المطولة عن الرضا علیه السلام:
«الإمام أمین الله فی خلقه و حجته علی عباده و خلیفته فی بلاده، و الداعی إلی الله، و الذاب عن حرم الله، الإمام المطهر من الذنوب و المبرأ عن العیوب، المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم، نظام الدین، و یعز المسلمین، و غلیظ المنافقین، و بوار الكافرین، الإمام واحد دهر لایدانیه أحد و لایعادله عالم...». [1] .
فی هذه الروایة الرضویة ما یقرب من مئة فضیلة مذكورة للإمام المفترض الطاعة، عدد منها أمثال قد ذكرنا كل واحد منها علی حدة أكثرها مصدرة بكلمة «الإمام» و من ذلك قوله علیه السلام: «الإمام واحد دهره»،
و هو من الأمثال السائرة یقال: فلان واحد دهره، أولا واحد له
قال ابن منظور: فلان واحد دهره، أی لانظیر له، و أوحده الله، جعله واحد زمانه؛ و فلان أحد أهل زمانه. و فی حدیث عائشة تصف عمر... لله أم حفلت علیه و درت! لقد أو حدت به، أی ولدته وحیدا فریدا لانظیر له. [2] .
و نظیره المثل السائر الآخر قال المیدانی: (إنه نسیج وحده) و ذلك أن الثوب النفیس لاینسج علی منواله عدة أثواب، قال ابن الأعرابی: معنی نسیج وحده، أنه واحد فی معناه لیس له فیه ثان، كأنه ثوب نسج علی حدته لم ینسج معه غیره، و كما یقال: نسیج وحده یقال: رجل وحده. و یروی عن عائشة أنها ذكرت عمر... قالت: كان و الله أحوذیا و یروی بالزای، نسیج وحده، و قد أعد للأمور أقرانها قال الراجز:
جاءت به معتجزا ببرده
سفراء تردی بنسیج وحده [3] .
و قد ذكر جمع من الجمهور المثل و ماروی فی عمر. [4] .
[ صفحه 96]
و الأوحدیة متنوعة الأهداف فیما ینشدها القائلون.
ثم الإمام لو لم یكن واحد دهره فی خصائص الإمامة و هناك من یدانیه فیها، لما كان إماما للكل نعم الحسن و الحسین إمامان قاما أوقعدا كما فی الحدیث فی زمان واحد قد استثنیا من القاعدة علی أن الحسن هو الأكبر و كان الحسین یقتدی به علیهماالسلام مع أن لأهل البیت شأن غیر الشؤون لایقاسون بأحد من الناس و الكلام فی الإمامة المطلقة علی الناس لابد أن تكون لخصائص یتفردبها الإمام لایشاركه فیها غیره و إلا للزم الترجیح بلا مرجح و هو قبیح.
[ صفحه 97]
[1] أصول الكافي 201 - 200/1.
[2] لسان العرب 452:3، في (وحد).
[3] مجمع الأمثال 40:1، حرف الهمزة.
[4] النهاية 160:5 في (وحد). لسان العرب 450 - 449/3 في (وحد).